واجتمع في أثناء ذلك ألوف من الناس، حتى داس بعضهم بعضا، فأخذ يقول لتلاميذه أولا:(( إياكم وخمير الفريسيين، أي الرياء.
فما من مستور إلا سيكشف، ولا من مكتوم إلا سيعلم.
فكل ما قلتموه في الظلمات سيسمع في وضح النهار، وما قلتموه في المخابئ همسا في الأذن سينادى به على السطوح.
(( وأقول لكم يا أحبائي، لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ثم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا بعد ذلك.
ولكنني سأبين لكم من تخافون: خافوا من له القدرة بعد القتل على أن يلقي في جهنم. أقول لكم: نعم، هذا خافوه.
أما يباع خمسة عصافير بفلسين، ومع ذلك فما منها واحد ينساه الله.
بل شعر رؤوسكم نفسه معدود بأجمعه. فلا تخافوا، إنكم أثمن من العصافير جميعا.
(( وأقول لكم: كل من شهد لي أمام الناس، يشهد له ابن الإنسان أمام ملائكة الله.
ومن أنكرني أمام الناس، ينكر أمام ملائكة الله.
(( وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من جدف على الروح القدس، فلن يغفر له.
(( وعندما تساقون إلى المجامع والحكام وأصحاب السلطة، فلا يهمنكم كيف تدافعون عن أنفسكم أو ماذا تقولون،
لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوا )).
•
فقال له رجل من الجمع: (( يا معلم، مر أخي بأن يقاسمني الميراث )) .
فقال له: ((يا رجل، من أقامني عليكم قاضيا أو قساما ؟ ))
ثم قال لهم: ((تبصروا واحذروا كل طمع، لأن حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله )).
ثم ضرب لهم مثلا قال: (( رجل غني أخصبت أرضه،
فقال في نفسه: ماذا أعمل ؟ فليس لي ما أخزن فيه غلالي.
ثم قال: أعمل هذا: أهدم أهرائي وأبني أكبر منها، فأخزن فيها جميع قمحي وأرزاقي.
وأقول لنفسي: يا نفس، لك أرزاق وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي.
فقال له الله: يا غبي، في هذه الليلة تسترد نفسك منك، فلمن يكون ما أعددته ؟
فهكذا يكون مصير من يكنز لنفسه ولا يغتني عند الله )).
•
وقال لتلاميذه: (( لذلك أقول لكم: لا يهمكم للعيش ما تأكلون، ولا للجسد ما تلبسون،
لأن الحياة أعظم من الطعام، والجسد أعظم من اللباس.
انظروا إلى الغربان كيف لا تزرع ولا تحصد، وما من مخزن لها ولا هري، والله يرزقها، وكم أنتم أثمن من الطيور !
ومن منكم يستطيع، إذ اهتم، أن يضيف إلى حياته مقدار ذراع واحدة ؟
فإذا كنتم لا تستطيعون ولا إلى القليل سبيلا، فلماذا تكونون في هم من سائر الأمور ؟
انظروا إلى الزنابق كيف لا تغزل ولا تنسج. أقول لكم إن سليمان نفسه في كل مجده لم يلبس مثل واحدة منها.
فإذا كان العشب في الحقل، و هو يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا، فما أحراكم بأن يلبسكم يا قليلي الإيمان ؟
فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون أو ما تشربون ولا تكونوا في قلق،
فهذا كله يسعى إليه وثنيو هذا العالم، وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إليه.
بل اطلبوا ملكوته تزادوا ذلك.
•
(( لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت.
بيعوا أموالكم وتصدقوا بها واجعلوا لكم أكياسا لا تبلى، وكنزا في السموات لا ينفد، حيث لا سارق يدنو ولا سوس يفسد.
فحيث يكون كنزكم يكون قلبكم.
(( لتكن أوساطكم مشدودة، ولتكن سرجكم موقدة،
وكونوا مثل رجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتى إذا جاء وقرع الباب يفتحون له من وقتهم.
طوبى لأولئك الخدم الذين إذا جاء سيدهم وجدهم ساهرين. الحق. أقول لكم إنه يشد وسطه ويجلسهم للطعام، ويدور عليهم يخدمهم.
وإذا جاء في الهزيع الثاني أو الثالث، ووجدهم على هذه الحال فطوبى لهم.
وأنتم تعلمون أنه لو عرف رب البيت في أية ساعة يأتي السارق لم يدع بيته ينقب.
فكونوا أنتم أيضا مستعدين، ففي الساعة التي لا تتوقعونها يأتي ابن الإنسان )).
•
فقال بطرس: (( يا رب، ألنا تضرب هذا المثل أم للناس جميعا؟ ))
فقال الرب: (( من تراه الوكيل الأمين العاقل الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم وجبتهم من الطعام في وقتها؟
طوبى لذلك الخادم الذي إذا جاء سيده وجده منصرفا إلى عمله هذا.
الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله.
ولكن إذا قال ذلك الخادم في قلبه: إن سيدي يبطئ في مجيئه، وأخذ يضرب الخدم والخادمات، ويأكل ويشرب ويسكر،
فيأتي سيد ذلك الخادم في يوم لا يتوقعه وساعة لا يعلمها، فيفصله ويجزيه جزاء الكافرين.
(( فذاك الخادم الذي علم مشيئة سيده وما أعد شيئا، ولا عمل بمشيئة سيده، يضرب ضربا كثيرا.
وأما الذي لم يعلمها، وعمل ما يستوجب به الضرب، فيضرب ضربا قليلا. ومن أعطي كثيرا يطلب منه الكثير، ومن أودع كثيرا يطالب بأكثر منه.
•
((جئت لألقي على الأرض نارا، وما أشد رغبتي أن تكون قد اشتعلت !
وعلي أن أقبل معمودية، وما أشد ضيقي حتى تتم!
((أتظنون أني جئت لأحل السلام في الأرض ؟ أقول لكم: لا، بل الانقسام.
فيكون بعد اليوم خمسة في بيت واحد منقسمين، ثلاثة منهم على اثنين واثنان على ثلاثة:
سينقسم الناس فيكون الأب على ابنه والابن على أبيه، والأم على بنتها والبنت على أمها، والحماة على كنتها والكنة على حماتها )).
•
وقال أيضا للجموع: ((إذا رأيتم غمامة ترتفع في المغرب، قلتم من وقتكم: سينزل المطر، فيكون كذلك.
وإذا هبت الجنوب قلتم: سيكون الجو حارا، فيكون ذلك.
أيها المراؤون، تحسنون تفهم منظر الأرض والسماء، فكيف لا تحسنون تفهم الوقت الحاضر؟
ولم لا تحكمون بالعدل من عندكم؟
فإذا ذهبت مع خصمك إلى الحاكم، فاجتهد أن تنهي أمرك معه في الطريق، لئلا يسوقك إلى القاضي، فيسلمك القاضي إلى الشرطي، ويلقيك الشرطي في السجن.
أقول لك: لن تخرج منه حتى تؤدي آخر فلس )).
Πατήρ
Υιός
Άγιο Πνεύμα
Άγγελοι
Σατανάς
Σχόλια
Παραπομπή
Έργα τέχνης
Άτλας