و في اليوم الثاني امر اليفانا جميع عسكره ان يزحفوا على بيت فلوى
و كان رجالة الحرب مئة وعشرين الفا والفرسان اثنين وعشرين الفا ما خلا الرجال المجلوين وجميع الفتيان الذين استصحبهم من الاقاليم والمدن
فتاهب جميعهم لمقاتلة بني اسرائيل وجاءوا من جانب الجبل الى القمة التي تنظر الى دوتان من الموضع الذي يقال له بلما الى قليمون التي قبالة يزرعيل
فلما راى بنو اسرائيل كثرتهم خروا على الارض وحثوا الرماد على رؤوسهم وصلوا بقلب واحد الى اله اسرائيل ليظهر رحمته على شعبه
ثم اخذ كل رجل سلاحه واقاموا في الاماكن المفضية الى المضيق بين الجبال ولم يزالوا حارسين كل النهار والليل
و لما كان اليفانا يطوف في الارض وجد العين التي كانت تجري الى داخل المدينة من ناحية الجنوب لها قناة خارج المدينة فامر ان يقطعوا القناة
و كانت عيون اخر على قرب من السور كانوا يخرجون فيستقون منها خفية لكي يكسروا حدة عطشهم وان كانوا لا يرتوون
فتقدم بنو عمون ومواب الى اليفانا وقالوا له ان بني اسرائيل لا يتكلون على الرمح والسهم ولكن الجبال تزرهم والتلال التي بين الهوى تحصنهم
فالان حتى تظفر بهم بلا قتال اقم ارصادا على الينابيع لئلا يستقوا منها ماء فتقتلهم بغير سيف او يلجئهم ما يصيرون اليه من الضنك ان يسلموا مدينتهم التي يعدونها منيعة من اجل انها على الجبال
•
فاعجب اليفانا وسائر عبيده بهذا الكلام فجعل ارصادا على العيون من اصحاب المئة على كل عين من جميع الجهات
فاقاموا على هذه المحافظة عشرين يوما حتى جفت مياه ابار بيت فلوى وحياضها باسرها حتى لم يكن في داخل المدينة ما يرويهم يوما واحدا لان الماء كان يعطى للشعب كل يوم بمقدار
حينئذ اجتمع على عزيا جميع الرجال والنساء والشبان والاطفال وكلهم بصوت واحد
و قالوا يحكم الله بيننا وبينك فانك قد جنيت علينا شرورا اذ ابيت ان تخاطب الاشوريين بالمسالمة ولذلك باعنا الله الى ايديهم
و الان فانه ليس لنا من نصير ولكنا نصرع امام عيونهم من قبل العطش والدمار العظيم
فالان ادعوا جميع من في المدينة ولنستسلم باجمعنا الى اصحاب اليفانا من تلقاء انفسنا
فخير لنا ان نبارك الرب ونحن احياء في الجلاء من ان نموت ونكون عارا عند جميع البشر بعد ان نكون عاينا نساءنا واطفالنا يموتون امامنا
و نستحلفكم اليوم بالسماء والارض وباله ابائنا الذي ينتقم منا بحسب خطايانا ان تسلموا المدينة الى ايدي جيش اليفانا فيقضى اجلنا سريعا بحد السيف ولا يتمادى في اوار العطش
•
فلما قالوا هذا حدث بكاء وعويل عظيم في الجماعة كلها وصرخوا الى الله بصوت واحد ساعات كثيرة قائلين
قد خطئنا نحن واباؤنا وصنعنا الظلم والاثم
ارحمنا لانك رحيم او فانتقم عن اثامنا بان تعاقبنا انت ولا تسلم المعترفين بك الى شعب لا يعرفك
لئلا يقال في الامم اين الههم
ثم انهم كلوا من الصراخ وخاروا من البكاء فسكتوا
فقام عزيا ودموعه سائلة وقال لهم كونوا طيبي القلوب يا اخوتي ولننتظر رحمة من لدن الرب هذه الخمسة الايام
فلعله يكف غضبه ويقيم مجدا لاسمه
فاذا انقضت خمسة ايام ولم تاتنا معونة فعلنا ما تقولون
الأب
ابن
الروح القدس
الملائكة
الشيطان
التعليق
الإسناد الترافقي
العمل الفني
خرائط