فأجاب أيوب وقال:
((كثيرا لما سمعت مثل هذا إنما أنتم بأجمعكم معزون متعبون:
تقولون: متى ينتهي كلامك الفارغ وما الذي يغريك بالمجاوبة؟
أنا أيضا أخاطبكم كما تخاطبونني لو كانت أنفسكم في موضع نفسي. وللفقت لكم أقوالا وهززت عليكم رأسي
ولشجعتكم بفمي ورفقت بكم تعزية شفتي.
إذا تكلمت لم يسكن وجعي أو صمت فهل يبرحني؟
لقد أجهدني الآن فإنك روعت جماعتي كلها.
حفرت لي غضونا تشهد علي هزالي يقوم علي ويشهد في وجهي
مزقني غضبه وهاجمني صرف علي بأسنانه وعدوي حدد عينيه علي.
•
فغروا علي أفواههم ولطموا خدي تعييرا وتجمعوا علي جملة.
أسلمني الله إلى الظالم وبين أيدي الأشرار ألقاني.
كنت في هدوء فهشمني أخذ بقفاي فحطمني ونصبني هدفا له.
•
تكتنفني سهامه يشق بها كليتي ولا يشفق ويريق مرارتي على الأرض.
يفتح في ثغرة على ثغرة ويهجم علي هجوم الجبار.
لقد لفقت على جلدي مسحا ومرغت في التراب جبهتي.
إحمر وجهي من البكاء وغشي جفني ظلال الموت.
على أن يدي لا عنف فيهما وصلاتي طاهرة.
•
أيتها الأرض لا تستري دمي ولا يكن لصراخي قرار.
لي منذ الآن شاهد في السماء ومحام عني في الأعالي.
إن الساخرين مني هم أصدقائي ولكن إلى الله تفيض عيناي.
فليدافع هو عن رجل في صراع مع الله كما يدافع ابن بشر عن صديقه.
فإن سنواتي المعدودة تمضي فأركب طريقا لا أعود منه
الأب
ابن
الروح القدس
الملائكة
الشيطان
التعليق
الإسناد الترافقي
العمل الفني
خرائط